وزير خارجية تونس الأسبق: لم تعد التهديدات الإسرائيلية موجهة فقط إلى الطرف الفلسطيني، بل تجاوزت ذلك لتشمل الأمن القومي العربي مجتمعاً ومنفرداً، بل وحتى الأمن القومي الإسلامي. الأمر لم يعد خفياً، فقد جاهر نتنياهو بنفسه بتهديد دول عربية وإسلامية، مشيراً إلى أن الهدف القادم هو تركيا. كما صدرت عن قيادات أخرى في دولة الاحتلال تصريحات تستهدف باكستان، فيما لمّح آخرون إلى الأردن رغم اتفاقية التطبيع الموقعة معه منذ عام 1994. وهذا يعني أن تلك الدول والأنظمة لم يعد مطلوباً منها الدفاع عن فلسطين فحسب، بل عليها أن تدافع عن نفسها قبل كل شيء، فهي مهددة بالاجتياحات وبمسّ صميم أمنها القومي. مصر، سوريا، لبنان، العراق، تركيا، إيران، وسائر دول المنطقة باتت بشكل أو بآخر ضمن دائرة التهديد. لقد بلغ جنون العظمة ذروته لدى قادة الاحتلال، وعلى رأسهم نتنياهو، إذ يتوهمون أن إسرائيل قادرة على إعادة تشكيل الخرائط ورسم الحدود من جديد، وهو يردد باستمرار أن ما تفعله إسرائيل في غزة يمكن تكراره في أنحاء الشرق الأوسط، بل ويضيف بأنهم سيعملون على تغيير الخرائط والتوازنات في المنطقة كلها.