17/12/2019 - 12:50
سوق "البلاط" بالمدينة العتيقة، يؤمه التونسيون للبحث عن "الدواء العربي"، وهو اسم أُطلق منذ القدم للدلالة عن التداوي بالأعشاب الطبيعية (الحشائش والعقاقير)، التي تحتل مكانة هامة لدى جزء من المجتمع، وإيمانهم بأنّها تمنح الشفاء من أمراض قد يُعجز الأطباء عن معالجتها.
يقع السوق المسقوف جزئياً، في قلب المدينة العتيقة حيث يُمكن الوصول إليه انطلاقاً من جامع الزيتونة بالاتجاه جنوباً من سوق القشاشين، أو من الجهة الأخرى عبر نهج الصبّاغين.
ويعود تاريخ ظهوره إلى العهد الأغلبي في القرن الثالث للهجرة التاسع للميلاد، إلاّ أنّ المسجد الذي يتوسطه يعود تاريخه إلى القرن الرابع للهجرة العاشر للميلاد، كما توجد فيه خلوة سيدي أبي الحسن الشاذلي المتوفى عام 353 هـ- 964 م.
وفي دروب الأزقة المؤدية إليه، تتسلّل إليك الروائح الطبيعية من أعشاب، وعطور، فترسخ في الأذهان أصالة المكان، حيث حافظ السوق على دوره كـ"صيدلية مفتوحة للبسطاء"، الذين يُناشدون حلولاً لأمراضهم المستعصية ومن بينها (السرطان).
التاجر الحاج محمد طرابلسي صاحب دكان بالسوق، تحدّث لـ"ميم"، عن التاريخ المكان، وتجربته الفريدة (57 عاماً) قضاها بين أكوام ورزم الأعشاب، يعرف فوائد كل نبتة واستعمالاتها العلاجية، فمنها لمداواة أمراض (الكلى، البروستات، وحتى الأرق).
سوق البلاط بتونس معروف ببيع الحشائش مثل "البابونج" للأرق، "الهندباء" للتخلص من دهون الكبد، "عود الخير" لعلاج السرطان، و"النوخا" لعلاج حصى الكلى، و"أم الجلاجل" لتنظيف الرحم، و"الخلنج" لعلاج البروستاتا، ولكنه أيضاً معروف بالأعشاب (الحية والميتة) و(الشاتة والمشتوتة)، والحيوانات المجفّفة (الحرباء) لأغراض السحر وإزالته، أو جلب الحظ.
مجلة ميم مجلة ميم.. مرآة المجتمع
فاطمة بن حسونة مونتاج
محمد ياسين بن مراد تصوير
تسنيم خلف صحفي