وزير خارجية تونس الأسبق: هناك توجه عند القوى الاستعمارية منذ وقت مبكر نحو اللعب على ما يعرف بصناعة القوميات والأمم، وفي العالم العربي تم تقسيم الأوطان وشرذمتها عبر سايكس بيكو أولا، ثم صنع هويات قومية انعزالية بهدف تفكيك علاقة العرب والمسلمين ببعضهم البعض بزعم وجود أمم متمايزة ومختلفة جوهريا، فمصر هي فرعونية، والعراق آشوري، وتونس وبلاد الشام فينيقيان وهكذا! صحيح أن هذه الهويات مكون في الشخصية العربية، ولها أثر في تاريخ هذه البلدان، ولكن تم استيعاب كل هذه المكونات وحفظها ضمن إطار الهوية العربية الإسلامية الثرية والمتنوعة، ومصر بالأساس رغم تاريخها الفرعوني المديد تظل بدرجة أولى قلعة العروبة والإسلام.