مجتمع
في بلد شرارة الثورات العربيّة، الكرامة أعلى من ناطحات السحاب وأغلى من البترول
#تونس_تؤدب_الإمارات

كثيرة هي التعليقات بشأن التوتّر الحاصل في الأيام الأخيرة بين تونس والإمارات على خلفيّة إقدام الخطوط الإماراتية بشكل مفاجئ على إتّخاذ قرار منع التونسيّات من النزول بمطارات الإمارات أو المرور عبر الذيردّت عليه تونس بقرار تعليق رحلات الشركة الإمارات من وإلى كلّ المطارات التونسيّة إلى حين إحترامها للمعاهدات والقوانين الدولية في قطاع النقل الجوّي ومطالبتها بإعتذار رسمي وعلني على الخطوة التي حملت في طياتها إهانة للمسؤولين التونسيين وإساءة بالغة للتونسيّات.
إساءة بالغة
قرار الشركة الإماراتيّة جاء حسب الرواية الرسميّة مبرّرا بمعلومات أمنيّة تتعلّق بـ”تونسيّة عائدة من بؤر التوتّر” تهدد أمن الإمارات وهو تبرير إعتبره التونسيّون إساءة بالغة لصورة تونس التي حقّقت نصرا واضحا على الجماعات الإرهابية في السنوات الأخيرة ومحاولة لوصم التونسيّات بالإرهاب.
تم الدعس بنجاح من حرائر #تونس … واللي ماتربيه الايام تربيه #تونس وبناتها ✌🏻😉🇹🇳 #تونس_تودب_الامارات #منع_التونسيات_من_السفر_الإمارات #tunisia #الامارات @emirates pic.twitter.com/Q9gKWlvCGU
— بنت الخضراء (@bentalkadra) December 26, 2017
على شبكات التواصل الإجتماعي عبّرت التونسيات من مختلف الخلفيات والمشارب الفكرية والإيديولوجيّة عن رفضهنّ للقرار الإماراتي الذي إعتبرنه “إحتقارا” للمرأة التونسيّة الأكثر حرية في الوطن العربي والأوسع مشاركة سياسيّة بين شعوب المنطقة.
غير أنّ الظرف والسياق الذي صدر فيه القرار الإماراتي أثار أكثر من نقطة إستفهام خاصّة في ظلّ ما تشهده المنطقة من إصطفافات وتحالفات.
إنتقام مؤجّل
لم تخف الإمارات وكثير من المسؤولين فيها عداءهم للثورات العربية وللتجربة التونسيّة على وجه الخصوص،خاصّة بعد الفشل الذريع في إستنساخ الإنقلاب العسكري الذي رعته الإمارات وموّلته على الثورة المصرية وعلى أول رئيس مدني منتخب بطريقة ديمقراطية في البلاد كما أنّ “أجنداتها” قد تهشّمت على قارعة الحوار الوطني الذي وضع النخب التونسية من مشاربها المختلفة تحت سقف الدولة الواحد بدستور ديمقراطي جديد يضبط قواعد اللعبة الديمقراطية.
قائد شرطة دبيّ ضاحي خلفان توعّد إثر نجاح الإنقلاب العسكري في مصر بإسقاط التجربة التونسيّة وكشفت تقارير صحفيّة فرنسيّة وبريطانيّة عن أدوار كبيرة لعبها محمد دحلان في تشكيل شبكة داخل الدول العربية التي شهدت ثورات لإجهاض الإنتقال الديمقراطي فيها بتمويل إماراتي سخيّ، وهو مسعى تكشفه طبيعة العلاقات التونسيّة الإماراتية المتوتّرة في السنوات الأخيرة فقد قرّرت سابقا منع التونسيين من تأشيرات السفر إلى جانب تجنيدها لوسائل إعلام كثيرة ولعدد من حلفائها للتهجّم على القوى الوطنية التونسيّة.
تواصلنا مع الأخوة في تونس حول معلومة أمنية فرضت إجراءات محددة وظرفية، وفِي الإمارات حيث نفخر بتجربتنا في تمكين المرأة نقدر المرأة التونسية ونحترمها ونثمن تجربتها الرائدة، ونعتبرها صِمَام الأمان، ولنتفادى معا محاولات التأويل والمغالطة.
— د. أنور قرقاش (@AnwarGargash) December 24, 2017
التوتّر الحاصل في الأيام الأخيرة بشأن منع التونسية من المرور في المطارات الإماراتيّة أعاد بقوّة إلى أذهان التونسيّة فكرة “إنتقام مؤجّل” تمارسه الإمارات ضدّ تونس رغم محاولات وزير الدولة للعلاقات الخارجية أنور قرقاش تلطيف الأجواء.
القرار السيادي التونسي وحّد التونسيين وبات واضحا أنّ موجات الغضب التي عجّت بها شبكات التواصل الإجتماعي وبعض المنصّات الإعلاميّة وجدت صدى لها لدى السلط الرسمية في البلاد وهي حادثة تعكس ما بلغته تونس في مسار الإنتقال الديمقراطي من مراحل متقدّمة يتحوّل بموجبها المسؤول في الدولة إلى مرآة للمجتمع باعتباره منتخبا بشكل ديمقراطي ومباشر.
قرار سيادي
القرار الإماراتي ردّت عليه الحكومة التونسيّة بتعليق كافة رحلات الشركة الإماراتية من وإلى تونس وثبّته رئيس الجمهوريّة التونسي الباجي قائد السبسي كما جاء على لسان وزير الخارجيّة خميس الجهيناوي أن تونس تطالب مسؤولي الإمارات باعتذار رسمي وعلني على الخطوة التي أثارت موجة غضب واسعة وحّدت التونسيين دفاعا عن شرف نساء البلاد.
القرار السيادي التونسي وحّد التونسيين وبات واضحا أنّ موجات الغضب التي عجّت بها شبكات التواصل الإجتماعي وبعض المنصّات الإعلاميّة وجدت صدى لها لدى السلط الرسمية في البلاد وهي حادثة تعكس ما بلغته تونس في مسار الإنتقال الديمقراطي من مراحل متقدّمة يتحوّل بموجبها المسؤول في الدولة إلى مرآة للمجتمع باعتباره منتخبا بشكل ديمقراطي ومباشر.
من السلطة والمعارضة لاقى القرارالتونسي قبولا حسنا داخليّا وحتّى خارجيّا وإنتفت الإختلافات السياسيّة التي تعيشها البلاد تحت راية الدفاع عن السيادة.
#تونس_تؤدّب_الإمارات
القرار التونسي الذي ردّ على الخطوة الإماراتيّة أطلق العناء لحملة واسعة على شبكات التواصل الإجتماعي “تويتر” و”فيسبوك” على هاشتاغ #تونس_تؤدّب_الإمارات أين عجّت الشبكة بالتعاليق ومقاطع الفيديو التي عبّر من خلالها تونسيّون وغير تونسيين عن إفتخارهم بردّ الإعتبار للنساء التونسيات وعن رفضهم القطع لأي إهانة تتعرّض لها دولتهم بما يمسّ من سيادتها ومن كرامة التونسيين.
#تونس_تؤدب_الامارات
متضامنة مع تونس التى قررت رد اعتبار المرأة التونسية….
صحيح تونس لا تملك ناطحات سحاب ….لكن تملك كرامتها التى لا يمكن أن تفرط بها ..واهانة المرأة التونسية هي إهانة لكل امرأة مغاربية .
اتمنى تجاوز هذه الأزمة..مع فهم ضرورة احترام الدول العربية والإسلامية— Ania El Afandi آنيا (@Ania27El) December 25, 2017
على شبكات التواصل الإجتماعي أيضا كثرت التعليقات العربيّة التي أشادت بالخطوة التونسيّة، وعلى وجه الخصوص تلك التي ذهبت إلى الحديث عن إنتصار الكرامة على ناطحات السحابة وأموال النفط الإماراتيّة، ناهيك عن تلك التغريدات الكثيرة التي إعتبرت القرار إنتصارا للثورة في الوطن العربي على النظام الرسمي العربي المضادّ لها.
رأي واحد على “في بلد شرارة الثورات العربيّة، الكرامة أعلى من ناطحات السحاب وأغلى من البترول”